U3F1ZWV6ZTUzNDY1OTE5MjI4NTMwX0ZyZWUzMzczMDkyNTA5MzU1Mw==

أهمية الرياضة للأطفال والإحتياطات الواجب مراعاتها لكى تصنع من الطفل بطلاً





أصبحت الرياضة عند الأطفال فى مراحل السن المختلفة أكثر إنتشاراً خصوصاً فى رياضة المنافسات والرياضات العنيفة، مما يشكل خطورة حقيقية عند الأطفال، ويجعل التاثير السلبى للرياضة أكثر حدوثاً من التأثير الإيجابى للرياضة، وخصوصاً فى رياضات القوة والإلتحام الأمر الذى قد يستهلك اللاعب فى سن مبكرة، ولا يقدر على الإستمرار فى التفوق الرياضى.
وأصبح الآن من أهم مهام الطب الرياضى الحديث هو إنتقاء اللاعبين فى سن مبكرة وعمل الدراسات الفسيولوجية والتشريحية والنفسية، لتوجيه الطفل للرياضة المناسبة، وفقاً للقياسات العلمية، مع عمل الدراسات التوقعية للتنبؤ بمستقبله الرياضى، وهو ما يسمى بمراكز صناعة الأبطال، الذى يخضع فيه الطفل لدراسات مكثفة لتحديد نوعية الرياضة التى قد يتفوق فيها، فهناك مثلاً رياضة التحمل والجلد ورياضة السرعة ورياضة القوة ورياضة الرشاقة والمرونة، وكل نوع من هذه الرياضيات تتطلب مواصفات جسمية وفسيولوجية وتشريحية ونفسية محددة وراثياً، وفقاً للجينات الوراثية التى تحدد مدى إستمرارية اللاعب فى تفوقه الرياضى، أى أن الرياضة الآن أصبحت علماً ومن أهم فروعه العلمية علم الطب الرياضى، وبصفة عامة ينبغى أن تكون الرياضة متعة الأطفال، بعيداً عن ألآم المنافسات، وجنون المراهنات وضغوط المباريات.

الرياضات المناسبة لكل مرحلة عمرية للأطفال

فى فرنسا والدول المتقدمة فى الرياضة يبدأ الطفل على التعود على الوسط المائى من عمر أربعة أشهر، فيوضع الطفل بمساعدة أمه فى أحواض السباحة، حتى تبدا الإنعكاسات الفعلية العصبية فى النشاط، وتعمل عضلات العمود الفقرى والأطراف على الإنقباض والإنبساط إستجابة لتأثيرات التيارات المائية.
ويبرر العلماء أن الطفل قادر على التعلم على السباحة قبل تعلم الوقوف والمشى، لأن الطفل بطبيعته قد عاش فى وسط مائى أثناء وجوده فى رحم أمه، فيسهل عليه التأقلم فى الوسط المائى. ووفقاً لهذه الحقيقة الفسيولوجية المهمة يبدأ الطفل فى التدريب على فنون السباحة فى عمر عام، وربما يجيد السباحة قبل أن يبلغ عمر عامين.
ويعتبر العلماء ان السباحة فى هذه السن المبكرة تكسب العضلات الهارمونى والتجانس بين النغمات العضلية، وتساعد على إنتصاب العمود الفقرى، وأن يأخذ الشكل التشريحى الميكانيكى السليم مع النمو.
وفى عمر عامين يبدأ الطفل فى تعلم فنون الجمباز، لأن هذه الرياضة تكسب العضلات والأربطة المرونة والإطالة اللازمة، وتكسب المفاصل أقصى مدى حركى حتى عمر أربع سنوات. ومن عمر أربع سنوات تبدأ مراحل الإنتقاء والتوجيه لإختيار الرياضة المناسبة للطفل المناسب لتصنع منه بطلاً.
فى سن سبع سنوات يبدأ الطفل فى تعلم التقنية السليمة وتلقين وإستيعاب تكنيك الحركات الرياضية، وبشكل ممتع وجذاب، يأخذ شكل اللعب أكثر من شكل الرياضة، لأن الطفل فى هذه السن لديه قوة إستيعاب عالية جداً، وما يتعلمه الطفل فى هذه المرحلة يكون سريعاً ومؤثراً ويحضر فى ذاكرته ووجدانه وفى عقله الباطن طوال عمره فينبغى أن يكون التعليم على أساس سليم وبحرفية عالية وعلى أيدى متخصصين مهرة وخبراء على أعلى مستوى.
ومن الرياضات المناسبة فى هذه السن فنون الألعاب الجماعية مثل كرة القدم.
وفى سن تسع سنوات يبدأ الطفل فى تنمية مهارات التحكم ومهارات الحركة مع تحسين التوافق العضلى العصبى ولا ينبغى التركيز على اللياقة البدنية ولا على التمرينات اللاهوائية فى هذه السن.
وفى سن أثنى عشر عاماً حتى أربعة عشر عاماً، وهى بداية مرحلة البلوغ، فهذه الفترة فى غاية الحساسية والأهمية، لأن كثيراً من التغيرات النفسية والسلوكية والفسيولوجية تحدث فى هذا الوقت، ويحدث أقصى معدلات النمو فى أجزاء الجسم المختلفة سواء جسدية أو نفسية، وهنا تبدأ الموهبة فى التبلور فى هذه السن، وتزداد قدرة اللاعب على التعليم وإكتساب مهارات التعاون والمهارات الخططية فى الرياضة.
وسن خمسة عشر عاماً يبدأ الإهتمام الحقيقى باللياقة البدنية والحمل وزيادة الجرعات التدريبية لإكساب القوة للعضلات. وتبدأ فى هذه السن الرياضات اللاهوائية قبل رياضات السرعة والقوة بشكل تدريجى، لزيادة الحمل وفقاً لخطوات النمو، ويمكن فى هذه المرحلة إكتساب مهارات رفع الأثقال مع عدم القيام بأحمال ثقيلة إلا بعد التأكد من تمام إكتمال نمو الهيكل العظمى فى حوالى سن ستة عشر عاماً.
ثم فى هذه المرحلة من العمر – أثناء فترة تكون الأربطة والعضلات أكثر صلابة – فإنه ينبغى الإهتمام بتمرينات المرونة والإطالات لإكتساب العضلات والأربطة المرونة اللازمة لمنع التمزقات العضلية.
فوق سن ستة عشر عاماً تبدأ معاملة الطفل على إنه إنسان ناضج، ويشارك فى جميع المنافسات، مثل الرياضى الكبير، مع إعتبار أن النمو قد يستمر حتى سن ثمانية عشر عاماً بالنسبة للذكور، وستة عشر عاماً للإناث.

مخاطر التدريب العنيف عند الأطفال

يتحكم الحمل الواقع على الجهاز الحركى فى نمو العظام والعضلات، بواسطة تأقلمها الواقع عليها، مما يحدث تغيرات دائمة وتشوهات فى النمو، مثل لاعب التنس الذى يتدرب على ناحية واحدة فقط، فإنه يتعرض إلى إنحناء جانبى فى العمود الفقرى، وبروز فى منطقة الكتف، وتشوه فى منطقة الصدر. وأيضاً لاعب الجمباز الذى يتعرض إلى تدريب عنيف ومتكرر فإنه يتعرض إلى تغيرات دائمة فى الفقرات، وإستطالة فى الأربطة، مما يؤدى إلى عدم الثبات فى العمود الفقرى والحوض، وتأثر النمو بذلك.
وايضاً لاعب رفع الأثقال فى سن مبكرة، حيث يؤدى رفع الأحمال الزائدة إلى تأثر كراديس النمو فى نهاية العظام الطويلة، مما يؤدى إلى إلى توقف أو عدم تجانس النمو فى منطقة الركبة. مما يؤدى إلى تشوهات فى الركبتين، مثل التقوس أو إلتصاق الفخذين، لأن منطقة غضاريف النمو أضعف من الأربطة والعظام والعضلات، مما يؤثر الحمل عليها بشكل مباشر، ويؤدى إلى تشوهات أو قصور فى النمو.
لذلك ينبغى أن يكون التدريب عاماً ومتناسقاً ومتوافقاً ومتناغماً مع الطبيعة الخاصة للجهاز العظمى العضلى، لأنه ليس نموذجاً مصغراً من الهيكل العظمى للكبار، بل إن له خواص فسيولوجية وتشريحية مختلفة تماماً عن الكبار. ويتأثر بالحمل الواقع عليه تأثيراً مباشراً وسريعاً ودائماً.

معامل صناعة الأبطال

يخضع الأطفال – فى هذه المعامل – لإختبارات وقياسات معملية فى غاية الدقة، على أيدى خبراء متخصصين فى علم الوراثة، وعلوم النمو، وعلوم الميكانيكا الحيوية، وعلوم الأنسجة والأجنة، وفى هذه المعامل يجرى:

أولاً: الكشف الطبى الدقيق الإكلينيكى والإشعاعى، بواسطة أحدث الأجهزة تطوراً، للتأكد من كفاءة عضلة القلب والجهاز الدورى التنفسىن وقياس أقصى معدل إستهلاك الأكسجين، لأنه هو المؤشر الإيجابى لقياس معدل اللياقة البدنية. ويتم فحص الهيكل العظمى والعصبى لإكتشاف أى تشوهات أو عيوب خلقية فى القوام مع عمل التحاليل المعملية.

ثانياً: القياسات الإثنرمومترية لقياس الطول، والوزن، ونسبة الدهون فى الجسم،مع قياس طول الطرفين العلويين بالنسبة للطرفين السفليين والطول الكلى وقوة القيضة، وقياس مدى الحركة لجميع المفاصل، بواسطة أجهزة مبرمجة بالكمبيوتر، بالإضافة إلى قوة جميع عضلات الجسم بالنسبة للطول والوزن والسن.

ثالثاً: الإختبارات النفسية لتحديد اللياقة النفسية ودراسة سيكولوجية الفرد، وقياس قوة الذاكرة ومعدلات الذكاء، وتحديد الهوية النفسية، وقياس رد الفعل والإنعكاس والتوافق العصبى العضلى التى يتم على اساسها إختبار أكثر الألعاب ملائمة للطبيعة النفسية للاعب، التى تحدد تفوقه فى الألعاب الفردية أو الألعاب الجماعية، وطبقاً لطبيعة شخصيته يتم تحديد المراكز الملائمة لطبيعة اللاعب النفسية.

رابعاً: أخذ عينة من النسيج العضلى للعضلة الأمامية الرباعية، وفحصها ميكروسكوبياً، لدراسة طبيعة وهستولوجيا الخلية العضلية، ودراسة الخواص الهسينوكيميائية للنسيج العضلى ومن هنا يمكن تقسيم الألياف العضلية إلى نوعين أساسيين:
  • ·        ألياف حمراء تحتوى على كمية كبيرة من مادة الميوجلوبين، الذى يمد العضلة بالغذاء الكافى. وهذا الألياف تسمى ألياف التحمل والجلد، لأنها تستطيع أن تقوم بمجهود لفترات طويلة، بكفاءة عالية دون توقف. وهذه الألياف لا تتعب سريعاً مثل ألعاب المارثون وألعاب التحمل الهوائية لمسافات طويلة (aerobic) ولكن هذه الألياف بطئية الحركة (Slow Switch)
  • ·        الياف بيضاء تحتوى على كمية قليلة من مادة الميوجلوبين، وهى ألياف سريعة الحركة (Fust Switch) تقوم بالمجهود العضلى الذى يتطلب سرعة فائقة، ولكنها على العمل لفترات طويلة وتتعب سريعاً. وهذه الألياف مهمة جداً فى ألعاب السرعة Sprint التى تعتمد على التنفس اللاهوائى ( an aerobic) ونسب هذه الألياف محددة وراثياً، ويمكن تنميتها بواسطة نوعية التدريب. ومن هنا يمكن توجيه اللاعب إلى نوعية الرياضة التى تتفق مع طبيعة النسيج وألياف العضلة التالية فى تكوين عضلات اللاعب.


خامساً: دراسة طبيعة مرونة الأربطة والأوتار، وقياس مادة الإيلاستين المطاطة، التى تحدد مرونة الأربطة بالنسبة إلى قياس نسبة الكولاجين التى تحدد قوة الأربطة والأوتار، وعندما تكون مادة الإيلاستين هى الغالبة يمكن توجيه اللاعب إلى ألعاب الجمباز أو البالية المائى الذى يتطلب مرونة ورشاقة.

سادساً: التحليل الفسيولوجى والكيميائى لقوة العضلات ومعدلات التعب العضلى عن طريق قياس نسبة حمض اللاكتيك والمخلفات المتراكمة فى الدم بعد الإنقباض لتحديد قدرات ونوعية وجرعات التدريب اللازمة لكل لاعب، وأيضاً قدرات الإستشفاء بعد المجهود العضلى.

ومن خلال هذه الفحوصات والإختبارات المعملية يتم تقويم اللاعب، وإنتقاء العناصر الواعدة. وعن طريق القياسات التوقعية. ودراسات التنبؤ بواسطة المعادلات الإحصائية يمكن التنبؤ بمستقبل اللاعب الرياضى، بعد دراسة الخريطة الوراثية (Genetic Map) ومن هنا تبدأ صناعة البطل، ويتم عمل معسكرات مغلقة، ومفتوحة لتنفيذ البرامج التدريبية، ووضع برامج غذائية تتناسب مع طبيعة اللعبة الرياضية، أى أن لكل لعبة برنامجاً غذائياً معيناً، ولكل مرحلة تدريبية برنامج غذائى خاص أثناء فترة الإعداد، أو فترة ما قبل المنافسات، أو أثناء فترة المنافسات، أو ما بعد المنافسات.
ويتم ذلك عن طريق فريق عمل متجانس، يتكون من الأطباء وأخصائى علوم التغذية وأخصائى العلاج الطبيعى وأخصائى التربية الرياضية وخبراء علوم الحركة والميكانيكا الحيوية وعلم النفس الرياضى مع التقويم الدورى للاعب كل ثلاثة شهور للوقوف على أى مشكلات أو عقبات صحية، للوقاية وتجنب أى إصابات أو أمراض قبل حدوثها.




ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة