U3F1ZWV6ZTUzNDY1OTE5MjI4NTMwX0ZyZWUzMzczMDkyNTA5MzU1Mw==

تشخيص واسباب ألآم المعدة وأمغاص البطن Stomach Pain



كيف تشخص ألآم المعدة والبطن Stomach Pain وما هى الأسباب التى تؤدى إليه؟



الألم نعمة لا نقمة، قول معروف ومعبر، لولا الألم لأصيب الجسد الحى بأضرار بالغة ومدمرة، فالألم يعطى إنذاراً بمكروه أو خطراً يتعرض له الجسم حتى يقاومه ويمنع أضراره.
والألم أنواع تختلف بإختلاف العضو المتألم. وعموماً فإن الألم الناتج عن أى مكان يغطيه الجلد ألم معروف كالوخز أو النقح، والمسئول عنه أعصاب متخصصة تغذى الجلد وهى أعصاب حسية بالمقام الأول.
أما الألم الناتج عن إصابات داخلية فتعبيره مختلف بإختلاف هذا العضو الداخلى، وهو – فى الغالب – تعبر عنه أعصاب غير حسية، بل أعصاب تتأثر بالشد أو الضغط أو التمدد.
مثال ذلك فإن الجهاز الهضمى بدءاً بالمرئ وحتى المستقيم لا يحتوى على أعصاباً حسية للألم، ويمكن أن يتم قطع جزء من جدار هذه الأماكن دون الإحساس بأى ألم، (مثلاً عند أخذ عينة نسيجية من المرئ أو المعدة أو الأمعاء). ولكن تمدد جدار المرئ أو تعرض المعدة للضغط يعطى ألماً مختلفاً. هذا الألم تحدثه أساساً العضلات القابضة الموجودة فى جدار المرئ أو الأمعاء.
إن الإحساس بالحموضة الزائدة أو حرقان الصدر، نتيجة إرتجاع الحامض المعدى للمرئ ليس سببه الإلتهاب الذى يسببه هذا الحامض المرتجع فى الخلايا المبطنة، ولكنه بسبب تشنج العضلات المحيطة بالمرئ نتيجة هذا الإلتهاب.
ولذلك يمكن إعتبار أى ألم يحدث فى جدار الجهاز الهضمى فى أى مكان ألماً حركياً مركباً أساساً، وليس ألماً حسياً.
هذا الألم الحركى – كما قلنا – فى المرئ يعطى إحساساً بالحموضة Acidity والحرقان.
وهذا الألم الحركى فى المعدة يعطى تقلصات فى المعدة خصوصاً فى منطقة ما بين الضلوع "فم المعدة" وقد تنتهى هذه التقلصات بدفع محتويات المعدة إلى الخارج، فيكون القئ.
هذا الألم الحركى فى الأمعاء الدقيقة يسبب أمغاصاً لها سمات خاصة، فهى تحدث أساساً فى منطقة وسط البطن وحول السرة كما أنها تأتى فى نوبات متتابعة تستمر ثوانى معدودة، ثم تخفت لتعود بعد فترة وهكذا.
والألم الحركى فى القولون يكون على شكل تقلصات متفاوتة وأمغاص مصحوبة بأصوات الغازات داخل البطن، ومتنقلة بين جنبات البطن وكذلك فى اسفل الصدر والظهر، تأتى فى نوبات متتابعة تعلو وتهبط مصحوبة – أحياناً – بخروج غازات أو إسهال مفاجئ وصعوبة فى التبرز (تعنية) ونظراً لأن القولون ينتشر فى جنبات البطن كلها (قولون صاعد ومستعرض ونازل وحوض) فإن تقلصاته تتخذ أشكالاً عديدة وتنتقل إلى أماكن غريبة مثل جنبات الصدر ووسط الصدر والكتفين والظهر، مما قد يخدع صاحبها ويخدع الطبيب المعالج أحياناً.. وكم من حالات تقلصات فى القولون عند مرضى القولون العصبى مثلاً، تم تشخيصها على انها ذبحة صدرية، أو إلتهاب بالصدر، أو ألآم روماتيزمية، وهى لا تعدو "تسميعات" لآلآم وتقلصات قولونية.
وهذا الألم الحركى فى المستقيم يسبب تقلصات مؤلمة فى منطقة العجان ومصحوبة بصعوبة فى التبرز أو تعنيه.
ولكن إذا وصلنا إلى الجهاز المرارى فإن الأمر يختلف بعض الشئ. فإن هذا الجهاز تغذيه شبكة كبيرة من الأعصاب الحركية واللاإرادية لذلك فإن حدوث تشنجات فى جدار الحوصلة المرارية بصفة خاصة يكون له مردود عنيف، وأعراض أشد عنفاً، وأهم سبب لحدوث تشنجاتن وبالتالى مغص مرارى هو إنسداد قناة المرارة بشكل يمنع تدفق ما تحتويه من عصارة. هذا الإنسداد يؤدى إلى تشنجات عنيفة متعاقبة لجدار الحوصلة المرارية لمحاولة فتح الطريق وتكون النتيجة ألآماً مبرحة فى منطقة الحوصلة المراريةن يميناً أعلى البطن ولكنه ينطلق فى عدة إتجاهات مثل فم المعدة والكتف الأيمن والظهر، وقلما يبقى فى منطقة الحوصلة المرارية فقط. هذا التوزيع والإنتشار يخدع الكثيرين ويسبب تشخيصات خاطئة أحياناً.
والمغص المرارى بصفة خاصة له مواصفات تميزه عن سواه، منها تتابع الألم بسرعة وإنتشاره، كما قلنا، ثم حدوث أعراض من الأعصاب اللإرادية، مثل الغثيان الشديد والقئ والهبوط العام والإغماء أحياناً. إن المغص المرارى من اسوأ أنواع الأمغاص، ومن اصيب به لا ينساه ويظل عالقاً بذهنه حتى لو أزال الحوصلة المرارية بالجراحة.
ويبقى من أمغاص البطن المغص الكلوى. هذا النوع من الأمغاص سببه – أيضاً حركى أى ناتج عن تقلصات العضلات المحيطة بحوض الكلية والحالبين والمثانة وفتحة مجرى البول.
ويتسم المغص الكلوى بثبات أماكن حدوثه، وعلاقته بالكلى والحالب والمثانة، فهو دائماً يبدأ فى الجانب فى مكان الكلية ثم ينتشر إلى اسفل فى إتجاه الحالبين، ويمتد إلى مكان الخصية فى الرجل والمبيض فى المرأة. وغالباً ما يكون مصحوباً بأعراض أخرى يتسم بها مثل حرقان البول، أو وجود دم بالبول، أو إرتفاع فى الحرارة وعشة شديدة، ثم غثيان وقئ.
وقد يحدث إختلاط بين المغص الكلوى الأيمن وبين التهاب الزائدة الدودية الحاد أو المزمن. فى كلا الحالتين يكون الألم والمغص فى الجانب الأيمن من أسفل البطن، ولكن ما يتسم به المغص الناتج عن إلتهاب الزائدة الدودية أنه قد ينتشر إلى وسط البطن وأحياناً إلى الناحية اليسرى من البطن كما أنه ينتشر أعلى الفخذ الأيمن ولا ينتشر إلى الخصية اليمنى. ورغم هذا فإن حالات كثيرة من إلتهاب الزائدة الدودية والمغص الكلوى الأيمن قد تتشابه ويصعب تحديدها إلا بعد عمل فحوصات متعددة.
ولكن ما الأسباب التى تؤدى إلى حدوث الأمغاص المختلفة؟
لعل أهم الأسباب وأكثرها حدوث الإلتهاب والعدوى الفيروسية أو الميكروبية. فالجهاز الهضمى كله يعتبر أنبوبة واحدة ممتدة معرضة للإصابة بالعدوى ما بين فيروسات وما بين ميكروبات كالدوسنتاريا الباسيلية والتيفود والسالمونيلا.
ولكن بعض الأمغاص لها أسباب أخرى غير العدوى الميكروبية فقد تحدث نتيجة تناول بعض السموم بدون وعى، ولعل أشهرها تناول مادة الرصاص فى الطعام دون أن تحس وكان ذلك كثير الحدوث مع إستعمال مواسير رصاص فى توصيلات المياه ولكن الأن تغير الحال وأصبحت هذه المواسير من البلاستيك أو الحديد المجلفن ولقد حدث فى إنجلترا فى أوائل القرن العشرين موجه من الأمغاص بين الناس حاروا فى معرفة أسبابها حتى أكتشفوا تأثير الرصاص هذا.
إن حدوث مغص فى أى مكان من البطن إنما هو إنذار للبحث السريع عن المسببات وعلاجها. فبعض الأمغاص قد يكون عابراً، وبعضها قد يكون علامة خطر ما بين أمراض إلتهابية وبين أمراض إنسدادية حميدة أو سرطانية.
ويجب ألا يتوانى المريض ولا الطبيب المعالج عن البحث الدقيق حتى يصل إلى السبب الأكيد, ولا ننسى أن معظم النار من مستغصر الشرر. 

وفى الفيديو التالى يشرح د أمير صالح أسباب ألآم المعدة وأمغاص البطن بجميع أنواعها 



ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة